الاعجاز العددي في القرانالكريم

اسرار الاعداد في القران

الاعجاز العددي في القرانالكريم

أسرار الأعداد في القرآن الكريم

بقلم الباحث عبد الله جلغوم

ليس عجيبا أن يكون ترتيب القران معجزا، العجيب ألا يكون. فإذا كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى النحو الذي يتخيله خصوم القرآن المعاصرون ويروجون له: أقاويل وقصص جمعها من هذا وذاك وادعى أنها من الوحي – كما يزعمون – فانتهاء قران محمد إلى 114 سورة كان مجرد مصادفة. فإذا تبين لنا أن العدد 114 هو الأساس الذي بني عليه ترتيب القرآن، وان هناك استخداما مذهلا للعلاقات المجردة في هذا العدد، فهذا يعني أن تحديد هذا العدد قد تم عن غير طريق محمد وان من حدد هذا العدد وشكل منه البناء العددي المذهل والبديع للقران هو العالم بهذه العلاقات وأسرارها، وليس هناك من يملك هذا العلم غير الله سبحانه وتعالى.

العدد 114 عدد سور القرآن الكريم

اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون عدد سور القرآن الكريم: 114 سورة، ليس 113 أو 115 أو غير ذلك.

لنتأمل بعض خصائص هذا العدد:

1- يقبل العدد 114 القسمة على 2 بدون باق (114 ÷ 2 = 57). هذه الميزة تسمح بقسمة سور القرآن إلى نصفين متساويين عدد كل نصف 57 سورة.

2- يتألف العدد 114 من: مجموعتين من الأعداد: 57 عددا زوجيا: 2، 4، 6…….. 114، + 57 عددا فرديا: 1، 3، 5 ……113.

3- يقسم العدد 114 على 19 بدون باق، كما أن العدد 57 يقسم على 19 بدون باق. 114 = 19 × 6 ، 57 = 19 × 3.

4- تتألف مجموعة الأعداد ال 57 الأولى (النصف الأول من القرآن) من:

29 عددا فرديا + 28 عددا زوجيا.

وتتألف مجموعة الأعداد ال 57 الثانية (النصف الثاني من القرآن) من:

28 عددا فرديا + 29 عددا زوجيا.

5- مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 – 114 (أرقام ترتيب سور القرآن) :6555 هذا العدد يقبل القسمة على 19 = 345 × 19، وعلى العدد 23 = 285 × 23.

هذه أبرز خصائص العدد 114.

نزل القرآن منجما (مفرقا) في ثلاث وعشرين سنة، اكتمل بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتم جمعه الأخير في زمن عثمان سنة 25 هـ – رضي الله عنه- ووصلنا على النحو الذي هو عليه الآن: عدد سوره 114 سورة، وعدد آياته: 6236 آية.

يزعم المشككون والمفترون على القرآن في عصرنا هذا أن محمدا كان يؤلف الآيات حسب الوقائع وحاجات الناس وظل يفعل ذلك طيلة 23 عاما ولما توفي قام أصحابه بجمع أقواله تلك المبعثرة هنا وهناك، والتي تشكل منها فيما بعد ما يعرف عند المسلمين بالقرآن.

الأعداد القرآنية تتولى الرد القاطع

1- العدد 114:

جاءت سور القرآن البالغة 114 سورة في مجموعتين واضحتين:

29 سورة مفتحة بالحروف الهجائية المقطعة: ألم. حم. ن. ق…..

85 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف. ما السر هنا

إذا تأملنا العدد 29 نلاحظ فيه:

– يختزن الإشارة إلى العدد 85 بالصورة التالية:

29 + 22 = 85. (81 + 4 = 85).

– ويختزن الإشارة إلى العدد 319 بالصورة التالية:

29 × (9 + 2) = 319.

(العدد 319 هو الرابط بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الكريم وعدد آياته (6555 – 319 = 6236) وهو صورة المعادلة: 57 = 19 × 3.. لاحظ العدد 319 إذا حذفت إشارة الضرب، وسيأتي ما يؤكد هذه الحقيقة).

نفهم مما نلمسه هنا أن العدد 29 عدد مدبر ومخطط له وقد روعي في اختياره خصائص العدد 114، فعدد الأعداد الفردية في مجموعة الأعداد 1 – 57: 29 عددا، وعدد الأعداد الزوجية في المجموعة 58 – 114: 29 عددا.

لا عدد آخر يختزن الإشارتين: إلى العدد 85 والى العدد 319 غير العدد 29.

إشارة مؤكدة

ويؤكد تحليلنا هذا ما نلاحظه في عدد آيات القرآن الكريم، فعدد آيات القرآن على النحو الذي هو عليه: 6236 آية. في هذا العدد المحدد نلاحظ الإشارة المخزنة إلى العددين 29 و85 بالصورة التالية:

الإشارة إلى العدد 29 نلاحظها في مجموع الرقمين 6 + 23 من جهتي العدد..

الإشارة إلى العدد 85 نلاحظها في:

26 + 23 + 22 + 26 = 85.

36 + 9 + 4 + 36 = 85.

هذا يعني أن مجيء سور القرآن من مجموعتين 29 و85 ومن عدد محدد من الآيات ب: 6236 آية، قد تم بتدبير وتقدير إلهي حكيم، ولا يمكن أن تكون المصادفة هي التفسير المناسب لهذه الحقائق، كما لا يمكن أن ننسب هذا النظام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.

إننا أمام حساب إلهي. أليس هذا ما نشاهده هنا؟

الإشارة إلى عدد سور القرآن

ونلاحظ الإشارة التالية المخبأة في العدد 6236 إلى عدد سور القرآن على النحو التالي:

(6 + 23) + (3+ 2) × (23 – 6)] = 114 عدد سور القرآن.

29 + (5 × 17) = 114.

(لاحظ هنا أن عدد سور القرآن التي تخلو أوائلها من الحروف المقطعة: 85 سورة، عدد هو حاصل ضرب 5 في 17، وأن عدد أوقات الصلاة 5 وعدد الركعات المفروضة على المسلم في كل يوم وليلة 17)

العلاقة الرياضية بين الأعداد: 29 و85 و6236 واضحة ولا مجال لإنكارها.. هذه العلاقة لم تكتشف قبل هذه الساعة.

من يا ترى حدد هذه الأعداد؟ هل هناك غير الله؟

الإشارة إلى العدد 29

نلاحظ الإشارة المخزنة في المعادلتين 19 × 6 = 114 و 19 × 3 = 57 ، إلى العدد 29 تأتي بالصورة التالية:

(19 – 6) + (19 – 3) = 29.

(هاتان المعادلتان هما موضوع كتاب للباحث سيصدر قريبا)

إشارة مخبأة في العدد 114

لنتأمل الإشارة التالية إلى العدد 29 المخبأة في العدد 114:

(4 × 11 ) – (14 + 1) = ؟

44 – 15 = 29 .

وهذه، ألا تعني شيئا؟ أم أننا في رحاب ترتيب الهي محكم؟

سر العدد 29

إذا عدنا إلى العدد 114 فمن السهل أن نلاحظ أنه يتألف من: 57 عددا زوجيا + 57 عددا فرديا.

فإذا تأملنا الأعداد من 1- 57 (نصف العدد 114) نلاحظ أنها تتألف من:

29 عددا فرديا + 28 عددا زوجيا.

وإذا تأملنا الأعداد من 58 – 114 (النصف الثاني) نلاحظ أنها تتألف من:

28 عددا فرديا + 29 عددا زوجيا.

ذلك يعني أن العدد 29 مرتبط تماما بالعدد 114 عدد سور القرآن الكريم..وان مجيء مجموعة من سور القرآن محددة ب: 29 سورة لم يأت هكذا دون هدف، لقد أراد الله من استخدامه لهذا العدد أن يكون دليلا على مصدر القرآن وإعجاز ترتيبه.

قراءة في العدد 6236

إذا تأملنا جيدا في العدد 6236 فإننا نقرأ فيه العبارة: نزل القرآن مفرقا في 23 سنة؟ كيف؟

نزل القرآن: نلاحظها في الرقم 6، فالرقم 6 يرمز إلى القرآن بالصورة التالية: (114: 4+ 1+ 1 = 6).

مفرقا:نلاحظها في الرقمين 6 و 6 في أول وآخر العدد 6236 ، فمجموع الرقمين يساوي 12 أي يختزن الإشارة إلى السنة ، ومعنى مفرقا يقرأ بملاحظة الرقمين 6 و 6 = 12.

في 23 سنة: ويلاحظ العدد 23 في الرقمين في وسط العدد 6236.

نلمس هنا اللقاء التام بين لغة الحروف ولغة الأرقام .

العدد 78

عرفنا أن العدد 29 هو عدد مجموعة السور المفتتحة بالحروف المقطعة، إذا قمنا بعد هذه الحروف نجد أنها 78 حرفا.

ما السر هنا؟

حين نقوم بإحصاء أعداد الآيات في السور التسع والعشرين نجد أنها: 2743 آية، وبالتدبر نكتشف الإشارة المخزنة في هذا العدد إلى العدد 78. كيف؟

تأتى الإشارة العجيبة بالصورة التالية:

23 + 24 + 27 + 22 = 78.

9 + 16 + 49 + 4 = 78 .

من الواضح جدا أن مجموع أعداد الآيات يختزن الإشارة إلى مجموع الحروف في السور التسع والعشرين. كل منهما دليل على صحة الآخر..

هل يمكن أن يأتي مثل هذا النظام مع ما يزعمه المفترون على القرآن من نسبة تأليفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل يصح مع هذه العلاقات أن يزعم زاعم أن القرآن تعرض للزيادة والنقصان؟ إن زيادة آية أو نقصان آية سيؤدي إلى اختفاء هذه العلاقات المحكمة الناطقة بإعجاز القرآن والدالة على مصدره، إن وصولها إلينا على هذا النحو دليل قاطع على حفظ القرآن من أي تحريف.

إشارة مؤكدة

ونلاحظ الإشارة إلى العدد 78 مجموع الحروف في أوائل السور التسع والعشرين في معادلة الترتيب: 19 × 3 = 57، والتي تأتى بالصورة التالية:

(9 – 3) × (10 + 3) = 78.

المعادلة: 19 × 6

عرفنا أن من خصائص العدد 114 أنه يساوي: 19 × 6 .

ما السر هنا؟

بعد أن نقوم بالإحصاءات المطلوبة لأعداد الآيات في سور القرآن نكتشف أن: عدد السور فردية الآيات 54 سورة، وهذا العدد هو حاصل ضرب الرقم الفردي 9 في 6 (19 × 6).

وان عدد السور زوجية الآيات 60 سورة، وهذا العدد هو حاصل ضرب العدد الزوجي 10 في 6 (19 × 6). (9 + 10) × 6.

ذلك يعني أن تحديد أعداد الآيات في سور القرآن قد تم وفق المعادلة 19 × 6 ، وهذه من خصائص العدد 114، ومن المستحيل نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع ما نعلمه من الطريقة التي تنزل بها القرآن الكريم.

هذا التحديد لا يمكن أن يكون إلا ممن يملك العلم الكامل والمطلق بما سيكون عليه القرآن بعد أن يكتمل نزوله.. الله سبحانه وتعالى.

المعادلة 19 ×3

عرفنا أن العدد 57 (النصف في القرآن) يساوي: 19 × 3 .

ما السر هنا؟

بعد أن نقوم بالإحصاءات اللازمة نكتشف أن:

عدد السور القرآنية فردية الآيات فردية الترتيب، وكذلك عدد السور فردية الآيات زوجية الترتيب: 27 سورة. هذا العدد هو حاصل ضرب الرقم الفردي 9 في 3 (19 × 3) .

وأن عدد السور زوجية الآيات زوجية الترتيب، وكذلك السور زوجية الآيات فردية الترتيب: 30 سورة. هذا العدد هو حاصل ضرب العدد الزوجي 10 في 3 ( 19 × 3) .

نفهم مما نلمسه هنا مراعاة القرآن في تحديد الآيات في سوره أن يأتي وفق المعادلة: 19 × 3.

ومن الواضح هنا أنه قد تم تحديد أعداد الآيات في سور القرآن وفق المعادلتين وهما من خصائص العدد 114.. إذن كل عدد محسوب ومقدر له أن يكون وفق العلاقات المجردة في العدد 114 . هذه الحقيقة موجودة قبل أن يتنزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.

إن نسبة تأليف القرآن إلى النبي تعني أنه كان يملك القدرة على وضع هذا النظام

لأعداد الآيات في سور القرآن قبل أن ينزل عليه، وهذا ما لم يقل به أحد.

العدد 23

العدد 23 هو فترة النبوة والدعوة . (مدة نزول القرآن).

نلاحظ الإشارات إلى العدد 23 في:

مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 – 114 يساوي 6555 وهذا العدد = 285 × 23 ، أي يختزن الإشارة إلى العدد 23.

مجموع أعداد آيات القرآن: 6236 آية، يلاحظ في هذا العدد العدد 23، لقد تم مراعاة أن يختزن العددان الإشارة إلى فترة النبوة.

هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن فترة الدعوة ستكون 23 عاما، فجعل لذلك إشارة توحي إليها؟

ونلاحظ الإشارة إلى العدد 23 في آيتين مميزتين في القرآن:

1- في آية البسملة ” بسم الله الرحمن الرحيم ” جاءت الآية على نحو يشير مجموع حروفها ال 19 وعدد كلماتها ال 4 إلى العدد 23 .(19 + 4)

2- في الآية 30 سورة المدثر التي تذكر العدد 19 ” عليها تسعة عشر ” حيث تأتى بالصورة التالية:

عليها تسعة عشر

عدد حروف الآية: 5 4 3

(5 × 4) + 3 = 23

المعادلة: 19 × 3

عرفنا أن العدد 57 = 19 × 3 .. ما السر هنا؟

يمكننا ملاحظة العدد 319 في المعادلة إذا حذفنا إشارة الضرب.

ما السر هنا؟

إن مجموع الأرقام المتسلسلة في العدد 114 (1 + 2 + 3 +…..114)

يساوي: 6555، نلاحظ إذا طرحنا من هذا العدد 319 فالناتج هو: 6236 وهذا هو عدد آيات القرآن الكريم. (6555 – 319 = 6236).

نفهم أن تحديد عدد آيات القرآن قد تم وفق هذه العلاقة.

تأكيد العلاقة

ونكتشف في ترتيب سور القرآن وآياته ما يؤكد هذه العلاقة ويدفع عنها الشبهة.

نجد أن مجموع أعداد الآيات في السور السبع والخمسين الأولى في ترتيب المصحف هو: 5104 .

هذا العدد المحدد يساوي: 319 × (19 – 3).

(وهناك أدلة أخرى لمزيد من الطمأنينة لا مجال لذكرها هنا).

العدد 39

يلاحظ العدد 39 في العدد 319. تأمل الرقمين الأول والأخير: 9 (1) 3.

ما السر هنا؟

بعد أن نقوم بالإحصاءات اللازمة، نكتشف أن العدد 39 الملاحظ في أرقام المعادلة هو الحد الفاصل بين السورة القرآنية الطويلة والسورة القصيرة.

وبذلك يمكننا أن نضع تعريفا للسورة الطويلة بأنها ما زاد عدد آياتها على 39 آية وتحديدا من 40 – 286. والسورة القصيرة ما كان عدد آياتها اقل من 39 آية، وتحديدا من 3 – 38 آية..

كل ذلك وفق نظام محكم بالغ الإتقان .

نفهم من ذلك أن القرآن قد راعى هذه العلاقة أيضا في تحديد أعداد الآيات في سوره.

أهذا حساب بشر ام حساب رب العالمين؟

إن هذا الذي نكشف عنه الآن هو مما لم يكن معروفا من قبل.

العدد 333667

ماذا يعني هذا العدد وما السر القرآني فيه ؟

عرفنا أن عدد آيات القرآن الكريم: 6236 آية.

إذا قمنا بجمع أرقام آيات القرآن كلها, فالناتج هو: 333667 .. سنكتشف إذا تدبرنا هذا العدد حقيقة قرآنية جديدة مذهلة تؤكد أهمية العدد 319 ودوره في ترتيب القرآن .

إن حاصل قسمة العدد 333667 على 6555 يعطينا: 50 عددا صحيحا وباقي القسمة: 5917..

ما السر القرآني المخبأ هنا؟

إن حاصل طرح العدد 5917 من 6236 (عدد آيات القرآن الكريم) يعطينا العدد: 319.. وسبحان الله العظيم.

إننا نكتشف معجزة قرآنية مذهلة في ترتيب القرآن..

الفرق بين العددين 6555 و 6236 هو: 319، كما أن الفرق بين العددين 6236 و 5917 هو أيضا 319.

لقد أحاط الله كتابه الكريم بقوانين وأنظمة تحميه من أي تدخل، وما اكتشفناه الآن حقيقة هو أحد أنظمة الحماية التي تحرس القرآن وتحفظه..إن هذا النظام هنا يختل لو حدث أي تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقص في أي سورة من سور القرآن..

إشارة إلى عدد سور القرآن في العدد 333667

ولنتأمل الإشارة القرآنية التالية المخزنة في العدد 333667 إلى عدد سور القرآن:

7 × 6 = 42 حاصل ضرب الرقم الأول في الثاني

6 × 6 = 36 حاصل ضرب الرقم الثاني في الثالث

6 × 3 = 18 حاصل ضرب الرقم الثالث في الرابع

3 × 3 = 9 حاصل ضرب الرقم الرابع في الخامس

3 × 3 = 9 حاصل ضرب الرقم الخامس في السادس

المجموع: 114 عدد سور القرآن (42+ 36 + 18 + 9 + 9)

لا عدد آخر يمكنه أن يحل محل العدد: 333667.. هذا ما تنطق به الأرقام هنا.

العدد 333667 عدد قرآني ما كان إلا بتدبير الهي حكيم.

ألا تعني هذه الحقيقة شيئا؟

هل جاءت هذه الأعداد على هذا النحو دون هدف أو حكمة؟ أم أنها أدلة القرآن على مصدره وترتيبه؟إلى متى سنبقى رهن الآراء المتضاربة في عدد آيات القرآن ، وترتيب سوره، وأعداد آياتها..؟

هل نلغي كل هذا الترتيب المحكم الذي نكتشفه لأن القدماء اختلفوا في عدد آيات القرآن؟

العدد 57

قلنا أن العدد 114 يتألف من مجموعتين من الأعداد: 57 + 57.

لنتأمل العمليتين الحسابيتين التاليتين:

57 + 7 = 64 57 – 7 = 50

ماذا يعني العددان: 64 و50 في الترتيب القرآني؟

أمامكم قانون مهم في ترتيب القرآن تخضع له كل أعداد الآيات في سور القرآن، وقد أطلقنا على هذا القانون اسم: النظام العددي في القرآن.

يشير العددان 64 و50 إلى الأعداد التي استخدمها القرآن من بين سلسلة الأعداد 1- 114 للدلالة على أعداد الآيات في سوره.

لقد استخدم القرآن من بين أعداد السلسلة 1-114: 64 عددا، وترك 50 عددا. إحصاء قرآني واضح يمكن التأكد منه بسهولة إذا قمنا بمراجعته على المصحف.

إن من المستحيل أن ينسب ترتيب القرآن إلى الصحابة – رضي الله عنهم – واجتهادهم الشخصي ” مجردا من العناية الإلهية ” كما يزعم البعض ويصر على ذلك. ومن المستحيل أن يكون عدد سور القرآن 113 سورة..

كلمة ختامية

لعله من الواضح أن الأعداد:

114 عدد سور القرآن، 6236 عدد آيات القرآن،

29 عدد السور المفتحة بالحروف الهجائية المقطعة،

85 عدد السور التي تخلو أوائلها من مثل تلك الحروف،

2743 مجموع أعداد الآيات في السور التسع والعشرين،

5104 مجموع الآيات في النصف الأول من القرآن،

78 مجموع الحروف المقطعة الواردة في أوائل السور التسع والعشرين،

319 معادلة الترتيب القرآني،

333667 مجموع أرقام آيات القرآن،

6555 مجموع أرقام ترتيب سور القرآن،

64 مجموع الأعداد التي استخدمها القرآن للدلالة على أعداد الآيات في سوره،

50 مجموع الأعداد التي لم يستخدمها القرآن،

23 مدة نزول القرآن،

وغيرها…

هي أعداد قرآنية، وقد اكتسبت هذه الصفة بعد استخدام القرآن لها في تشكيل بنائه الرياضي. وترتبط هذه الأعداد ببعضها بعلاقات رياضية غاية في الإحكام والإتقان لا يصلح معها أن تحل محلها أعداد غيرها.

من يصدق أن محمدا كان يؤلف الآيات حسب حاجات الناس وظل يفعل ذلك خلال ثلاث وعشرين سنة، مبعثرة هنا وهناك – حسب ما يزعمه خصوم القرآن – لنكتشف نحن أن هذه الآيات المبعثرة تخضع في ترتيبها لنظام في غاية الإحكام والدقة؟ نظام يستحيل أن ينسب إلى بشر، ويستحيل محاكاته حتى في عصرنا هذا. هل اجتمعت تلك الآيات المبعثرة لتشكل نظاما فريدا رائعا ليس له مثيل من تلقاء نفسها؟ هل يأتي مثل هذا مصادفة؟ لا أعتقد أن المشككين بالقرآن سيزعمون أن محمدا هو من وضعه، هم يقولون انه كان يؤلف الآيات ويلقيها دون أدنى ترتيب.. فمن رتبها إذن؟

في نهاية هذا المبحث

نتمنى أن يتنبه علماء المسلمين قبل غيرهم إلى أن إعجاز القرآن في ترتيبه لا يقل أهمية عن أي وجه آخر، وقد آن الأوان لإعادة النظر في الآراء المتعلقة بهذه المسألة، وتوظيف ترتيب القرآن – معجزة العصر – في خدمة القرآن وأهله.

إن من حق جيل هذا العصر أن يعرف شيئا عن حقيقة ترتيب القرآن بعيدا عن تضارب الآراء والاختلافات.. ومن حقه علينا أن نسلحه بالمعرفة التي تمكنه من خدمة القرآن والإسلام في هذا الزمن الذي تطاول فيه خصوم القرآن على القرآن وطرحوا في الأسواق ما يزعمون انه الفرقان ” القرآن البديل “. ولعل طلاب الدراسات الدينية هم أولى الفئات بالاهتمام في هذا المجال، وفي وسعنا أن نتيح لهم فرصة المقارنة بين الموروث والمعاصر في مسألة ترتيب القرآن والتزود بكل جديد ومفيد، وما يمكنهم من إدارة المعركة إلى صالحهم.

إن التفسير المناسب لهذه الاكتشافات قوله تعالى:

سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *