عشرة حقائق لنهاية الاحتلال

خطبة الجمعة 20/10/2023

عشرة حقائق لنهاية الاحتلال

عباد الله: تختلف الآراء والاتجاهات والتوقعات في هذه الأيام في تحليل ما يجري من احداث، وتتباين الآراء من اليمين إلى اليسار ومن التفاؤل إلى التشاؤم، كل حَسَبَ الخلفية الفكرية والدينية والمصالح الذي ينطلق منها في التحليل، وخيرها بلا شك هو التحليل الذي ينطلق من خلفية دينية إسلامية، لأن ما يجري اليوم قد ذكر في القرآن الكريم في سورة الإسراء خاصة وفي آيات القرآن الكريم عامة، ولأن قول الله هو القول الحق، فماذا قال الله تعالى:

1- قال تعالى عن بني إسرائيل (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) وقد أفسدوا أيام رسول الله ﷺ الإفساد الأول وهاهم يفسدون الإفساد الثاني في هذه الأيام، ووصلوا به القمة وتوّجوه بالقتل والإبادة للأطفال والنساء وتدمير المستشفيات وتهجير السكان الأصليين، بعد أن افسدوا العالم بالحروب ونشر الربا والفحشاء والكذب والإفتراء وشراء الحكام، وعليه استحقوا اليوم العقاب على إفسادهم كما وعدنا الله بوعد الآخرة

2- وقال تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) وقد حصل فسهل الله لهم التجمع من جميع بلدان العالم في فلسطين وإقامة دولتهم فيها والهجرة إليها، لينالوا جميعاً ضربة واحدة من عباد لنا.

3- وقال تعالى (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) وقد حصل، فهاهم رؤساء العالم من بايدن إلى رئيس وزراء بريطانيا إلى رئيسة ألمانيا والرئيس الفرنسـي وغيرهم الكثيـر ينفـرون، ويحضـرون شخصياً ليقدموا لهم الدعم والمال والعتاد ويعزوهم في قتلاهم ويحثونهم على الانتقام من أهل فلسطين أصحاب الأرض ولكي يحققوا قوله تعالى فيهم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) وقد حصل ولمسناه كثيراً

4- وقال تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) وقد جاء وعد الآخرة بإذن الله تعالى وظهر في غزة (عباداً لنا أولى بأس شديد) (فجاسوا خلال الديار) نعم فجاسوا الأرض المحتلة حول غزة في عملية طوفان الأقصى، أي إن عملية تحرير فلسطين قد بدأت، وما عملية طوفان الأقصى إلا تجربة تحرير ناجحة بكل المعايير، وعليه إذا استمرت هذه المعركة فسوف تنتهي بتحرير كل فلسطين، وإذا أوقِفت فهي المعركة قبل الأخيرة لتحرير فلسطين، أي يبقى معركة واحدة فقط بعد هذه المعركة لتحرير فلسطين، قولوا إن شاء الله، وفي الرياضيات إذا كان عندك نقطة تعمل للوصول إليها وتسير مع الزمن، فأنت تقتـرب إليـها مع مضـي كل يوم، ونحن كنا في السابق نقترب كل يوم من وعد الآخرة، وشارفنا الوصول لهذا اليوم.

5- وقال الله تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) إنه قانون رباني فعله الله يوم بدر وفي كثير من الغزوات، ويٌفعلهُ الله اليوم لأهل غزة وفلسطين، والله مع الصابرين، فشرطه الصبر ونحتسبهم عند الله من الصابرين عباد الله إن أمتنا اليوم لا تعاني نقص في (الكم) على أي صعيد، لكنها تعاني نقص شديد في (الكيف) وها قد رزقنا الله برجال في غزة وفي اكناف بيت المقدس، إن النصـر لا يحتاج إلى كل الأمة الإسلامية لتحارب، وإنما إلى فئة صدقت ما عاهدت الله عليه، نعم فئة وليس أكثر تأخذ على عاتقها تحرير فلسطين.

6- وقال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) نعم يعلم الله ظلم اليهود ويعلم حجمه ولكن لديه حكمة في التأخير والتأجيل (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ).

7- عباد الله لا تنظروا إلى المطبعين والمتخاذلين ولا تدققوا فيما يعتذرون به من اسباب، يقول تعالى (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) بل أكثر من ذلك يقول تعالى (لَو خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا) ويختتم الله الآيات عنهم بقوله تعالى (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)

8- ويطمئن الله المجاهدين في سبيله فيقول (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ) نعم وهو كره لكم فلا أحد يحب القتال ولكن الله يبين لنا أن ذلك خير لكم حين قال بعدها (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) نعم (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فلنترك الحكمة لله تعالى

9- عباد الله: إن النـصر لـه ثمـن غال والثمـن يتناسب مع حجم النصر وحجم النصر سيكون كبير بإزالة هذا الاحتلال البغيض الذي يمكث في ارض فلسطين منذ خمسة وسبعين عاماً فإزالته ليست بالأمر الهين البسيط، وإنما سيكون بتضحيات كبيرة من المجاهدين الذين سيكون جزاؤهم الجنة ولأهليهم الصابرين معهم، وللثكالا من الأمهات والأرامل، ولنا الأجر على نصرتهم والدعاء لهم، وفي ذلك يقول تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّـذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّاٰبِرينَ) فالله يريد أن يعلم المجاهدين (مع علمه المسبق بهم) ويريد أن يعلم الصابرين كي يسجل لهم ذلك في صفحاتهم ويسجل أيضا على المثبطين والمتخاذلين والخائنين مواقفهم ليواجههم بها يوم القيامة، ويحق عليهم العذاب، وتبلغ الطمأنينة ذروتها من الله تعالى عندما يقول لنا (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) ويزيدنا الله من فضله بقوله تعالى (وَلَا تَهِنُواْ في ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)

10- عباد الله إن هذا الامتحان الذي فيه أهله غزة ونحن معهم لم يكن علينا وحدنا بل سبقنا فيه رسول الله صل الله عليه وسلم، قال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسـَاءُ وَالضَّـرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْـرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، نعم إلا إن نصر الله قريب. أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.

إخوة الإيمان: أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم

الخُطْبة الثانية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين

عباد الله: نقول لأنفسنا ولأهل غـزة وفلسطين: النصر قادم النصر قادم، والنصر قريب فلدينا وعد من الله (وعد الآخرة) بالنصر المبين، ونقول لليهود المغتصبين أنتم مغتصب بغيض، بلغ نهايته القصوى وحان وقت الرحيل، وحان وقت الرحيل

يا عبد الله انفض الغبار عن نفسك وساهم في الجهاد مع اخوانك في فلسطين بما تستطيع نعم بما تستطيع بالكلمة بالمال بالعلم وبالدعاء حتى إذا كنت على معصية فاتركها كرامة لأهلنا في فلسطين حتى ينصـرنا الله عليهم، اتركوا الربا والزنا والغش والكذب والتبرج، وكل الـوان المعصية، أتركوهـا حتى نستحق من الله نصر قريب وخصص من وقتك جزءاً تدعوا به لأهلنا المجاهدين المرابطين الصابرين عسى الله أن يصل دعاءنا لهم، ولا نكون ممن خذلهم حتى بالدعـاء لهم.

عبادَ الله إني داع فأمنوا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات الذي شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك، اللهم اعز الإسلام والمسلمـين، وأذل الشـرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين في سبيل في كل مكان، اللهمّ أنتَ الله لا إلهَ إلا أنت، أنتَ الغنيّ ونَحن الفقراء إليك، ندعوك مخلصين لك الدعاء يا الله، اللهم لا ترفع لليهود رَايَةً، ولا تُحَقِّقْ لَهُم في غَزَّةَ وفلسطين غَايَةً اللَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُم وبَدِّدْ قُوَّتهُم وفَرِّقْ جَمْعَهُم. اللَّهُمَّ أرِنَا فِيهِم ءَاثَارَ وَعَجَائِبَ قُدْرَتِكَ. اللَّهُمَّ عَليكَ بالصَّهَايِنَةِ المُعْتَدِينَ وَمَنْ وَالاهُم وسَاعَدَهُم. اللَّهُمَّ احْصِهِم عَدَدًا واقْتُلْهُم بَدَدًا وَلا تُغادِرْ مِنْهُم أَحَدًا. اللَّهُمَّ مَزِّقْهُم شَرَّ مُمَزَّقٍ يا رَبَّ العَالمَينَ. اللهم يا منزل الكتاب يا مجريَ السحاب يا هازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم يا الله. اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم يا رب الأرباب ويا مهيء الأسباب هيّء لنا من أمرنا رشداً، اللهم شتت شملهم وفرّق جمعهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم وخرّب بنيانهم وبدّل احوالهم وقرّب آجالهم وأقطع أعمارهم وأشغلهم بأبدانهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر. فإنهم لا يعجزونك يا الله يا قهار يا جبار

اللهم أنزِل السكينة على أهل فلسطين، اللَّهُمَّ أَغِثْ أهلَ القُدْسِ وأهلَ غَزَّةَ وأهلَ فِلَسْطِينَ. اللَّهُمَّ اُشْدُدْ أَزْرَهُم، اللَّهُمَّ اُرْبُطْ على قُلُوبِهِم. اللَّهُمَّ اُنْشُرِ السَّكِينَةَ على قُلُوبِهِم اللَّهُمَّ أَنْزِلْ علَيِّهِمُ دِفْئًا وسَلامًا وأمْنًا وأمَانًا اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شُهَدَاءَهُم واشْفِ مَرْضَاهُم. اللَّهُمَّ ارْحَمْ الأُمَهَاتِ الثَّكَالى مِنْهُم والأَرَامِلَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُيوخًا رُكَّعًا وأطفالا رُضَّعًا وشَبابًا سُجَّدًا. اللهم أفرحنا بنصر اخواننا على عدونا وعدوهم. اللهم إنا فقراء لرحمتك محتاجون لعونك فإن عجزت ابداننا عن مشاركتهم فاقبل اللهم دعاءنا بنصرهم، ربنا عليك توكلنا وبنصرك تأمّلنا وإلى بابك توجهنا فلا تخيّب رجاءنا. اللهم نصرك الكبير اللهم نصرك المبين اللهم نصرك على أبناء القردة والخنازير. اللهم وفق ملك البلاد لما تحب وترضى اللهم اره الحق حقاً وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلاً ورزقه اجتنبه اللهم تقبل منا الدعاء وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، عباد الله أذكروا الله يذكركم واسألوه يعطكم وأقم الصلاة.

4/ ربيع الآخر/ 1445هـ 20/10/2023م

وإن كنت كاتباً فحجرك أن تحدث الناس عن قضية فلسطين وتكتب عنها.

وإن كنت معلماً فحجرك أن تنور طلابك بقضية فلسطين وحقنا المقدس فيها.

وإن كنت طبيباً أو مهندساً أو مبرمجاً أو غير ذلك فدورك في توظيف جزء من وقتك كي يستفيد أهل فلسطين من مهنتك، وهكذا كل من لديه أمكانية أو مهارة. وإن كنت لا تملك شيئاً فإنك تملك أن تجلس في خلوة، أو في المسجد تدعو لهم بالنصر، وتدعو أن يتقبل الله شهداءهم وصالحَ أعمالهم، وأن تكثر من الدعاء لهم. بالصـبر والنصـر والتمكـين حتى تحرير كافة تراب فلسطين، إن الله على كل شيء قدير

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *